عنَّا

خلال بحثنا الطويل في أنحاء المملكة العربية السعودية عن الأحجار الكريمة، كنا نتجول في أروقة من العدم، بالكاد نجد متجرًا متخصصًا في الأحجار الكريمة، وإن وجدنا ضالتنا في متجر، تُهنا في قلة المعرفة بالأحجار الكريمة وخواصها وكيفية تصنيعها وغيرها من الأمور الدقيقة.

تبحَّر العرب منذ عهد مبكر بالأحجار الكريمة، ولم يكتفوا بالجمع والاقتناء؛ بل ألَّفوا فيها مصنفات شمِلت أبعادها الفنية ودقائقها العلمية وأسرارها التجارية. وقد تنوعت مناهجهم في تسمية الأحجار الكريمة فمنها ما نَسبُوه إلى ألوانها الزاهية، أو إلى مواطن استخراجها، أو شَبَّهوها بحيوان لِتشابه الألوان. ومنها ما ارتبط اسمه بخواصِه الطبيعية، أو اقترن بتجارتها وتُجارها؛ بل إن بعض الأسماء قد استُعير من ألسنة الأمم الأخرى إثراءً للغتهم، شاهدةً على سعة اطلاعهم وثراء تراثهم.

تنامى فينا الشغف لإحياء تراث الأحجار الكريمة في العالم العربي، ولا سيما في السعودية، وطننا الذي تَألَّق عبر التاريخ بعقيقه اليماني، ولُؤلؤه الطبيعي، ومَرجانه المستخرج من سواحله.

ولا يقتصر شغفنا على بيع هذه الكنوز الطبيعية، بل يمتد ليشمل التعريف بها وبخصائصها الفريدة من لون، نقاء، صلابة، ولمعان. هذه المعايير الفيزيائية تمثل الأسس الموضوعية لتقييم جودة الحجر وتحديد قيمته السوقية، مع الأخذ بعين الاعتبار عامل الندرة والقيمة التاريخية.